اعتقد ان غياب الرسالة او المضمون الفكري هو من يحول بين المبدع الحقيقي والاصطناعي واعيب على بعص النقاد عندما يهاجمون المبدع الذي يفصح عن فحوى ما يقدمه ليرمي بانتاجه في فضاء الدلالات وربما اللاهدف يكون المسيطر على أغلب النصوص على اختلافها فتكون الهلامية اللانهائية هي المسيطرة .
وهذا سبب حوهري لما وصل له الواقع الثقافي من انعزال كثير من الأدباء عن الجمهور وغابت حلقة الوصل بينهما فبدون رسالة واضحة لن يكون هناك تواصل فعال .
التاريخ يشهد ان الإبداع الخالد هو فقط من يستطيع ان يعبر للمتلقي عبر الاجيال ومهما طالت السنوات والخلود لا يضمنه سوى المضمون الجيد والرسالة الهادفة القادرة على النفاذ للجمهور عبر الزمن فلا حجاب ولا حواجز تغلح .
لذا اعتقد ان من يتشدق بهلامية النص او يتفاخر بذلك ما هو الا اعلان بضحالة فكره وهروبه من دوره كمبدع وليس ذلك الا تقصير في حق نفسه وجمهوره .
وربما كان يدعي الإبداع ويتخفى وراء ستار الضبابية حتى لا ينكشف أمره ويتشدق باستعصاء النص لا لشيء الا لإنه اجوف من حيث كل شيء فلا إبداع ولا رسالة ولا شكل ولا مضمون ..
كل هذا يندرج تحت الادغاء الكاذب .. آن الأوان ان نكشف هؤلاء وربما كشفتهم الأيام وغربلتهم التجارب الجادة الحقيقية المتسمة بالسمو والرقي .
الإبداع الحقيقي وحده القادر على طرد كل زيف شكلا او مضمون .